تعتبر لغة برمجة تطبيقات الاندرويد بمثابة المحرك الرئيسي لكامل تطبيقات الاندرويد، فإن كانت السيارة لا تسير إلى بوجود محرك يحرك عجلاتها وباقي أجزائها، فإن لغات البرمجة تعتبر المحرك الدافع لكامل تطبيقات الاندرويد، وتظل لغة برمجة تطبيقات الاندرويد هي الأساس الذي تقوم عليه باقي عناصر التطبيق، وهنا لابد من كتابة كلمة (لغات البرمجة) في هذه المقدمة وذلك للإشارة إلى وجود أكثر من لغة، ولكن الاستدراك هنا يأتي بأن لغات البرمجة منها ما يصلح ومنها ما لا يصلح لبرمجة تطبيقات الاندرويد، فسنتعرف على لغة برمجة تطبيقات الاندرويد اصطلاحياً ومن ثم ننظر في أنواعها والعديد من الارتباطات الأخرى المتعلقة بها.
لغة برمجة تطبيقات الاندرويد هي التي تكتب في الخوارزميات البرمجية الرئيسية. وهي التي تحكم العمليات التطبيقية كاملة. ويمكن تعريفها اصطلاحياً بأنها: مجموعة من التوجيهات والأوامر التي تكتب وفقاً لرموز عشرية برمجية تقوم بتنفيذ العديد من المهام بناءاً على قواعد تكتب على نظام تشغيل حاسوبي يتعامل معها كمنفذ لها. ويقوم باخراج التطبيق وفقاً لآلية العمل على نظام الاندرويد
لربما كان التعريف الاصطلاحي السابق غامضاً بعض الشيء، أو بحاجة لزيادة الفهم، عالعموم هذا هو التعريف الاصطلاحي للغة البرمجة الخاصة بالاندرويد، احفظه كما هو من الناحية الأكاديمية، أما من الناحية الفكرية فنأتي لتفصيله شيئاً فشيئاً، فقولنا في البداية بأنه مجموعة من التوجيهات والأوامر إشارة إلى أنه خوارزميات لها هيكليتها التي تخرج على شكل أوامر وتوجيهات لنظام التشغيل الحاسوبي، والرموز العشرية هي الرموز التي تستخدمها لغات البرمجة وتتكون من (صفر وواحد) ويمثل الترتيب للصفر والواحد دلالات برمجية تكون محاكاة للكلمات المنطوقة، والقواعد التي تكتب اللغة بناءاً عليها يمكن اعتبارها أساسيات متعارف عليها مثل النحو والصرف على سبيل المثال، ولكن هنا تكون قواعد تخاطب نظام الحاسوب، والمقصد من نظام الحاسوب هو نظام التشغيل ومن أشهره ويندوز وماكنتوش، ونظام الاندرويد هو النظام المبني عليه أجهزة الاندرويد وله خصوصيته من الشركة المصنعة للاندرويد، وفيما يلي من فقرات سنفرد كل لغة برمجة على حدة من لغات البرمجة الخاصة بتطبيقات الاندرويد.
كما اتضح في عنوان هذه الفقرة، فإن لغة Java تعتبر اللغة الأم لبرمجة تطبيقات الاندرويد، إذ أن بيئة الاندرويد جاءت وفقاً لمقتضيات هذه اللغة، وتعتبر هذه اللغة من أكثر اللغات التي يستخدمها مبرمجو الاندرويد في تطوير تطبيقات جديدة للاندرويد، حيث تدعم هذه اللغة العديد من الخواص الخاص بالبيانات البسيطة والبيانات المعقدة ومنها سهولة الاستخدام والبرمجة الكائنية التوجه، ولهذه اللغة مكتبة خاصة بها يمكن للمبرمج اختيار الدوال البرمجية التي يريدها تطبيق الاندرويد، و كذلك تعتبر لغة Java من لغات البرمجة مفتوحة المصدر ولهذا فهي مرنة، وللغة Java العديد من الخواص التي تتميز بها من أهمها:
- توفر لغة Java اتصالاً مباشراً مع نظام التشغيل وما فيه من قواعد بيانات مما يجعل البرمجة أكثر سهولة، و كذلك تتميز لغة Java بأنها موافقة لبيئة عمل ويندوز بشكل أساسي، و كذلك هي صالحة للاستخدام على بيئة ماكنتوش ويونكس.
- يمكن اجراء التصحيحات والتعديلات على الأخطاء التي قد يقع فيها المبرمج أثناء عملية البرمجة، فلغة Java ليست لغة جامدة، بل هي قابلة للإضافة والحذف والتعديل سواء بشكل آني أو بالرجوع إلى صفحة العمل في أي وقت لاحق مادام العمل محفوظ.
- الأمان من أكثر الخواص التي تتميز بها لغة Java، حيث يصعب اختراق التطبيقات التي تعتمد على لغة Java، فهو مزودة بدوال خاصة بالأحزمة النارية التي تواجه الفيروسات الضارة ومحاولات الاختراق، وتعتمد أسلوب التشفير للبيانات.
- وتتميز لغة جافا بقدرتها على جعل التطبيق ينفذ أكثر من عمل في نفس الوقت، فهي لغة ذات ميزة (Multi-threaded).
- معالجة لغة Java تكون ذات سرعة في الأداء، مما يجعل عملية البرمجة باستخدام هذه اللغة سريعة، و كذلك تعتبر مناسبة لإضافات الصوت والحركة والربط بصفحات الويب.
من لغات البرمجة التي تتوافق مع بيئة عمل ال Android هي لغة كوتلن. حيث تعتبر أداة مهمة في تطوير تطبيقات الاندرويد، وتعتبر من لغات البرمجة المتفقة مع لغة جافا. حيث أوردنا في الفقرة السابقة أن لغة جافا تعتبر اللغة الأم لتطبيقات ال Android. فيمكن العمل بشكل مزدوج على باستخدام لغة جافا مع لغة كوتلن في آن واحد. وتعتبر التطبيقات التي تخرج عن استخدام كوتلن مع جافا من التطبيقات شديدة الأمان التي يصعب اختراقها. وللغة كوتلن العديد من المزايا في استخدامها في برمجة تطبيقات اندرويد منها:
- يمكن للغة كوتلن العمل المزدوج في اتجاهين في آن واحد، فهي تعمل في حالات الديناميكية البرمجية والثبات البرمجي.
- تعتبر لغة كوتلن من اللغات القادرة على العمل مع لغات برمجة أخرى، لاسيما لغة جافا كما أوضحنا في مقدمة هذه الفقرة و كذلك لغة C++ ولغات أخرى عديدة.
- يمكن من خلال استخدام لغة كوتلن القيام بمشاركة الكود في عدد من المشاريع المختلفة، و كذلك عمليات الاسترداد والحفظ والتعديل تعتبر سهلة التنفيذ في هذه اللغة المميزة.
- تتميز كوتلن بأنها سهلة الاستخدام وسهلة التصدير وسهلة التنقل بين الصفحات في المشروع الواحد والمشاريع المختلفة، و كذلك تعتبر لغة ذات طابع احترافي متقدم.
- البرمجة الوظيفية تعتبر من المهام التي تنفذها لغة كوتلن من خلال التمهيد الدقيق لها، والإحاطة بكافة المحددات المرتبطة فيها.
- يمكن في نفس التطبيق البداية باستخدام لغة كوتلن، ومن ثم الانتقال لاستخدام لغة جافا سكربت، إذ تعتبر كلتا اللغتين متوافقتين بنسبة 100%، وهذا يعني إمكانية تعلم لغتين في آن واحد، فقط هناك فروقات بسيطة جداً بينهما من ناحية التعليم لا ناحية العمل.
- تعتبر لغة كوتلن من اللغات مفتوحة المصدر، وهذا يعني إمكانية تطويرها والحصول عليها بكل سهولة.
- مثلها مثل لغة جافا، فكوتلن يمكن أن تتماشى مع بيئة عمل الويندوز وماكنتوش ويونكس، وذلك لأنها لغة غير محصورة وغير معقدة.
الحديث عن لغتي جافا وكوتلن يستوجب الحديث عن لغة جافا سكريبت، إذا أن بيئة الاندرويد تعتبر بيئة مهيئة للغة جافا سكريبت، حيث تأتي هذه اللغة كداعمة للكائنية التوجهية في البرمجية إضافة للكائنية الوظيفية، وتعتبر لغة جافا سكريبت من اللغات المناسبة لتطوير وبرمجة تطبيقات الويب العاملة على اندرويد، و كذلك تستخدم هذه اللغة في برمج ألعاب الاندرويد، ولكن هنا لابد من ذكر أن لغة جافا سكريبت تعطي نتائج ليست قوية في حال تم استخدامها لوحدها في تطبيقات الاندرويد، بل يجب استخدامها مع لغات أخرى مثل جافا وكوتلن و HTMLو CSS، وتتميز هذه اللغة بقدرتها على إنشاء تطبيق متكامل ثم تصديره إلى اندرويد وآيفون في آن واحد فهي لغة مشتركة بين هذين النظامين الرئيسيين من أنظمة الهواتف النقالة، وتعتبر لغة جافا سكريبت من اللغات سهلة الاستخدام مقارنة بلغة جافا ولغات أخرى عديدة.
اللغة التي اكتسحت الشهرة والاستخدام الأكثر في العصر الحديث بالنسبة لتطبيقات الاندرويد هي لغة بايثون. وذلك وفق تقارير دولية عديدة، وهذا يعني أنها تغلبت على اللغة الأم لتطبيقات الاندرويد وهي لغة جافا. والناظر إلى طبيعة لغة بايثون يجد أن ديناميكيتها واحتوائها على مكتبات متعددة تحتوي ميزات كبيرة وهذا الأمر جعل بايثون محط اهتمام المبرمجين. وهنا لابد أن نوجز عدداً من مميزات لغة بايثون والتي منها:
- أولاً: ذكرنا أن لغة بايثون تتميز بديناميكيتها وبأنها ذات مكتبة برمجية تحتوي ميزات عديدة. وهذا الأمر هو من المميزات الأكثر بروزاً بالنسبة للغة بايثون.
- ثانياً: لغة بايثون تعتبر من اللغات سهلة الاستخدام، فهي ذات طبيعة برمجية غير معقدة وسريعة التنفيذ. وهذا يجعلها لغة مناسبة لتعلم المبتدئين.
- ثالثاً: تحتوي بايثون على جمل بسيطة ومباشرة، و كذلك لغات برمجة سهلة مكتوبة بالإنجليزية، وهذا يجعلها سهلة الفهم وسهلة التنفيذ.
- رابعاً: لييونكس وماكنتوش وويندوز، بيئات عمل أساسية يمكن للغة بايثون العمل في ظلها. ولكنها تكون ذات ابداعية وأكثر كفاءة بالنسبة لبيئة عمل ويندوز.
- خامساً: يمكن للغة بايثون التعامل مع مجموعات متعددة من العناصر البرمجية، ومنها GUI و HTML و XML.
- سادساً: باستخدام لغة بايثون يمكن انشاء تطبيقات الويب في اطارات عديدة والتي تأخذ مصطلح Framework، على سبيل المثال Django.
- سابعاً: هذه اللغة تتميز بإصداراتها المتتابعة، إذ أنها دائمة التطوير من قبل المبرمجين. وقد اكتسبت بايثون أهمية وشهرة كون العديد من التطبيقات والمواقع العالمية المشهورة تستخدمها.
تسمى هذه اللغة ب(سي شارب)، وتتميز بكونها قادرة على تنفيذ تطبيقات الاندرويد بشكل احتراف، وذلك لأنها شاملة على البيانات البرمجية الملائمة للاندرويد، وأكثر ما تتميز به لغة سي شارب هي قدرتها على برمجة تطبيقات الاندرويد الخاصة بالألعاب ثلاثية الأبعاد وتطبيقات الويب التفاعلية، فهذه اللغة تحتوي خوارزميات فريدة ومميزة، و كذلك تتميز بكونها تستخدم في التطبيقات التي تتطلب ألوان كثيرة وحركات كثيرة، فهي لغة تحتوي خوارزميات خاصة بالجانب البصري و كذلك الجانب الديناميكي الحركي، وتعتبر من اللغات مفتوحة المصدر، وتقل فيها نسبة تعرض التطبيقات لخطر التلف أو الايقاف المؤقت.
بعد أن قمنا بعرض العديد من لغات البرمجة الخاصة بنظام Android. لابد أن نتبعها ببعض الملاحظات والقواعد التي يجب الالتزام بها فيما يتعلق بهذه اللغات. فالاختيار المطلق لها غير منطقي، و كذلك الاستخدام نفسه بحاجة لضوابط، فعن هذه الأمور وأمور أخرى نضع النقاط التالية:
- عند اختيار لغة البرمجة الخاصة ب Android، لابد أولاً من النظر في التطبيق المراد انشاؤه ومعرفة هدفه وماهيته. وعرضه على لغات البرمجة واختيار الأكثر مناسبة لوظيفة هذا التطبيق، لا الأكثر مناسبة لك كمبرمج.
- لا تغفل عن الشكل الخارجي للتطبيق وقم باختيار لغة مناسبة لهذا الشكل الخارجي. حيث يقع العديد من المبرمجين في خطأ إغفال الشكل الخارجي والتركيز على المضمون البرمجي فقط.
- المبتدئين لابد وأن يبدؤا باستخدام لغة برمجة سهلة وبسيطة. على سبيل المثال ننصح باستخدام لغة بايثون بالنسبة للمبتدئين ومن القيام بالتدرج للوصول إلى لغة جافا.
- الجمع بين اللغات في تطبيق واحد يتطلب مهارة عالية ومعرفة بطبيعة هذه اللغات. فليست كل لغات البرمجة متوافقة مع بعضها البعض، واستخدام لغات غير متوافقة في نفس التطبيق يعني فشل التطبيق.
- كل لغة من لغات البرمجة لها خصوصية بالنسبة لحجم مخرجاتها. على سبيل المثال تعتبر مخرجات لغة جافا الأكثر حجماً، وتعتبر مخرجات لغة كوتلن ولغة بايثون الأقل حجماً.
- في النهاية اللغة التي تتقنها اتقاناً تاماً لابد وأن تكون لها الأفضلية في الاختيار. هذا في حال كنت تتقن لغة واحدة أو عدد محدود من اللغات. ولكن اذا كنت تتقن اللغات الأساسية كاملة فهنا لابد من المفاضلة وفقاً لطبيعة التطبيق المراد برمجته.
للاستفسار أو طلب الخدمة يرجى التواصل مباشرة مع خدمة العملاء عبر الواتساب أو إرسال طلبك عبر الموقع حيث سيتم تصنيفه والرد عليه في أسرع وقت ممكن.